طفلي يضربني ! كيف أتصرف؟

تناني فاطمة الزهراء/ كثيراً ما يلجأ الأطفال للسلوك العدواني تجاه أمهاتهم كرد فعل للحصول على ما يريدون. في البداية، قد يبدو الأمر طبيعياً وسخيفاً، لكن سرعان ما يتطور ليأخذ مجرى مقلقاً ومثيراً للأعصاب، مما يضع الكثير من الأمهات في موقف حرج باحثات عن كيفية التصرف أمام هذا السلوك. لذا، إليكِ عزيزتي الأم، أمثل الطرق للتصرف عندما يضربك طفلك. 

لماذا يلجأ طفلي إلى الضرب؟

عادةً ما يبدأ الأطفال بإظهار العدائية والعنف ابتداءً من سن الثالثة كوسيلة دفاعية عن النفس. يطال هذا السلوك الأم كثيراً باعتبارها المقربة إليه خلال اليوم كله. إذا امتد هذا السلوك لأكثر من ستة أشهر، فقد يكون بداية لأعراض تدل على أن الطفل عنيف أو كثير الميل للعنف. وهذا يتطلب التدخل الفوري للتعامل الجاد مع هذا الموقف وإيقاف هذه التصرفات، والبداية تكون بالتعرف على الأسباب التي تدفع طفلك إلى ضربك.

 أسباب عدوانية الطفل تجاهك

  • الحاجة إلى الرعاية والاهتمام: من سن الثالثة وحتى الخامسة، يحتاج الطفل إلى المزيد من الرعاية والاهتمام. إذا لم يجد هذا الدعم المطلوب منكِ، سيطالب به بطريقته الخاصة، سواء بالضرب أو الصراخ أو تخريب ما حوله.
  • الإهمال والانشغال: عدم اهتمامك بطفلك و انشغالك اليومي عنه يجعله يبدي سلوكاً عنيفاً. على سبيل المثال، عند جلوسك أمام التلفاز وعدم تلبيتك لمطالبه، قد يجعله ذلك يضربك. إذا استجبت لمطالبه بعد قيامه بالسلوك العدواني، سيترسخ في ذهنه أنكِ تستجيبين لمطالبه بالضرب فقط، مما يجعله يكرر السلوك في كل مرة يحتاج فيها لشيء ما.
  • المخاوف الداخلية: ضرب الطفل لكِ وميله للعنف قد يكون دليلاً على وجود مخاوف داخلية يحتاج فيها لمزيد من الدعم والاهتمام.
  • صعوبة التعبير: عدم قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره بسبب صعوبة الكلام أو امتلاكه لكلمات بسيطة يجعله يلجأ إلى الضرب لإثبات نفسه ولفت انتباهك.
  • التدليل الزائد والسيطرة: التدليل الزائد ومحاولة السيطرة على خيارات الطفل قد يجعله عنيفاً. كما أن غيرته من إخوته وتعرضه للعنف من أصدقائه يجعله عنيفاً، فيلجأ إلى ضربك لتفريغ مكبوتاته وطاقته الزائدة.
  • المرح بأسلوب العنف: إذا كان أسلوبك في المرح مع طفلك يتخلله العض والضرب أثناء مداعبتك له، فق يفهم أن هذا السلوك مقبول ويعتمده كوسيلة للتعامل في حياته.

 كيف تتصرفين عندما يضربك طفلك؟

  • تجنبي معاقبته بالضرب: العنف لا يولد سوى العنف، لذا عليك إبداء انزعاجك من سلوكه دون ضربه بالمقابل.إيقاف السلوك فوراً : عندما يبدأ طفلك بضربك، أخبريه بأن يتوقف فوراً. امسكي يده كي يتوقف وتحدثي معه بنبرة حادة وحازمة، وانظري مباشرة في عينيه كي يرى مدى تذمرك ويترسخ كلامك في ذهنه.
  • ركن العقاب: اعزليه في ركن معين بالبيت لدقائق، سمي ذاك الركن ركن العقاب حتى يفكر جيداً بسوء تصرفه ويعي أن تصرفه غير مقبول إطلاقاً.
  • طلب الاعتذار: اجعليه يعتذر عن هذا السلوك العدواني، وكوني جادة في طلبك هذا.
  • تعليم الاحترام: علميه أن يطلب منكِ الشيء باحترام إذا أراده دون اللجوء إلى الضرب، وأن يعبر عما يريده بالكلام. ثم امدحيه وأبدي له سرورك على قيامه بالأمر بهدوء.
  • الاهتمام واللعب: خصصي جزءاً من وقتك لطفلك لتلعبي معه وتمنحيه المزيد من الاهتمام ليتعلم التحلي بالهدوء.
  • العقاب المناسب: أخبريه في كل مرة أنكِ ستعاقبينه إذا أبدى سلوكاً عنيفاً تجاهك. ثم طبقي ذلك إذا لم يسمع الكلام وضعيه في كرسي العقاب بزاوية معينة في المنزل ولا تسمحي له بالتحرك حتى تنتهي مدة العقاب.
  • شرح السبب: اشرحي له سبب عقابك له كي يفهم أن سلوكه خاطئ ولا يمكن له أن يعيده وإلا فسوف يعاقب.
  • التعبير عن الحب: احضنيه وعبري له عن مدى حبك له حتى ولو عاقبته، واجعليه يعتذر منك في اللحظة نفسها. ثم حاوريه لتعلمي سبب قيامه بهذا التصرف.
  • تجنب اللعب العنيف: تجنبي اللعب مع طفلك والمزاح معه بالضرب. إذا ضربك حتى مزحاً، أبدِ له انزعاجك فوراً وأخبريه بأن يتوقف فوراً وألا يعيد الكرَّة حتى ولو كانت مزاحاً.
  • إشراكه في النشاطات: املئي وقت فراغه بإشراكه في مختلف النشاطات الفنية والرياضية التي تفيده في تعلم الهدوء وتساعده على إفراغ طاقاته الزائدة وتنمية عقله وفكره من خلالها.