“بايرة” 

لويزة سلطاني/ تدرس وتجتهد و تناضل، تعمل و تتقن، تنجز، تتقدم، ترتقي و تحقق. لكن مجتمعي حكم عليها بعدم الاكتمال الا بالحصول على لقب الزوجة أو ” المدام ” كوساما على صدرها.

أكثر ما يثير حيرتي في مجتمعاتنا العربية هو قلق الأهل على تزويج البنت أكثر من قلقهم على الولدّ  و هذا بحجة الخوف من العنوسة هذه الكلمة التي لها  ظلال كئيبة ومعان ثقيلة ولما تحمله من وصمة اجتماعية ونفسية للفتاة هذا الوصف القدحي البذيء الذي يعتم كل شيء جميل في حياة و جوهر ذلك الكائن المسمى “بالعانس”. 

صحيح يقال أن الزواج نصف الدين لكن منطقيا ليس بالأمر الملزم الحتمي في سن معينة، قرأت يوما في منشور استفتائي على صفحة من صفحات الفايسبوك يسأل فيه عن متى يمكن أن نقول على الفتاة أنها “بايرة” صدمتي كانت كبيرة عند قراءة الإجابات المتعددة التي تحوم حول الثلاثينات و العجيب في الأمر أن هناك فتيات يقاسمن نفس الرأي، وهكذا حصلت الثلاثينية فما فوق على لقب “العنوسة”، و في منشور آخر سطر بالأحمر على نسبة الطلاق الذي فاق الحدود، فخطرت على ذهني إجابة واحدة وحيدة عن السبب الرئيسي، هل تلك الفتاة التي كانت تفزع و ترتعب من كلمة “عانس” هي التي أصبحت مطلقة ؟

لم التعجب؟ و لم الاستغراب؟ عندما يصبح الزواج مجرد لقب و هروب من كلمة حقيرة ذنيئة سببت يوما دمارا خارقا في نفسية كائن حي قبل أن تكون امرأة .