ظاهرة مجهولي النسب: معضلة قانونية واجتماعية ونفسية

سارة بن ضيف الله/ تعد ظاهرة الأطفال مجهولي النسب من المشكلات المعقدة والمتعددة الأبعاد، بما فيها الجوانب القانونية والاجتماعية والنفسية والدينية. في الجزائر، تزايدت خطورة هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، وأصبحت تحتل مكانة هامة في النقاشات على جميع الأصعدة. هؤلاء الأطفال هم جزء من المجتمع وشريحة من الطفولة التي تشكل أساس المستقبل؛ لذا فإن الاهتمام بهم هو بمثابة تأمين لمستقبل الأمة.

هل يوجد قانون جزائري يحمي حقوق الطفل مجهول النسب؟

حتى الآن، لا توجد مواد قانونية صريحة تحمي حقوق الطفل مجهول النسب في الجزائر، حيث يُعتبر هذا الموضوع محرماً وفقاً للشريعة الإسلامية التي يستمد منها القانون الجزائري أحكامه. رغم ذلك، هناك مراكز متخصصة تتكفل بهذه الفئة حتى بلوغهم سن 18 عامًا. بعد هذه السن، يغادر الطفل المركز ويجد نفسه في مواجهة الشارع، مما يعرضه للخطر ويحرمه من الحصول على فرص عمل وتكوين، نظراً لعدم توفر وثائق رسمية تثبت هويته.

هل يحصل الطفل مجهول النسب على الجنسية الجزائرية؟

نعم، الطفل مجهول النسب يمكنه الحصول على الجنسية الجزائرية وفقًا للمادة 7 من قانون الجنسية، والتي تنص على اعتبار الطفل المولود في الجزائر من أبوين مجهولين جزائري الجنسية. كما ينطبق ذلك على الطفل المولود من أب مجهول وأم مسماة في شهادة ميلاده دون تفاصيل إضافية عنها.

هل يعتبر عدم التصريح بميلاد الطفل جريمة؟

نعم، عدم التصريح بميلاد الطفل يُعتبر جريمة. وفقًا للمادة 61 من قانون الحالة المدنية، يجب التصريح بميلاد الطفل خلال خمسة أيام من ولادته. وإلا، تُفرض العقوبات المنصوص عليها في المادة 442، والتي تشمل السجن من 10 أيام إلى شهرين أو غرامة تتراوح بين 100 و1000 دج. كل من يجد طفلاً حديث الولادة ولا يقوم بتسليمه إلى ضابط الحالة المدنية أو يعترف بتكفله به يعرض نفسه للعقوبة.

من المسؤول عن تسمية الطفل مجهول النسب؟

يتولى ضابط الحالة المدنية مسؤولية تسمية الأطفال مجهولي النسب الذين لم تُمنح لهم أسماء، وذلك عند التصريح بوجود طفل مجهول الهوية. يقوم الضابط بتحرير محضر مفصل يوضح تفاصيل العثور على الطفل ويعد عقدًا يكون بمثابة شهادة ميلاد له.

ما هي نظرة المجتمع إلى الأطفال مجهولي النسب؟ 

الأطفال مجهولو النسب جزء لا يتجزأ من المجتمع، ولا يجوز النظر إليهم بدونية أو احتقار؛ فهم ضحايا لا ذنب لهم في وضعيتهم. يجب أن تتاح لهم الرعاية والدعم حتى يكبروا ويندمجوا في الحياة الاجتماعية، إذ إن شعورهم بالحرمان من الهوية والأسرة يخلق لديهم مشاعر الضياع الاجتماعي والنفسي.