العقم بعد المولود الأول ،هل هذا ممكن؟

سارة.ح يُعتبر العقم بعد المولود الأول ظاهرة قد تُثير العديد من التساؤلات والقلق لدى الأزواج. فما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة؟ وهل من الممكن تجاوزها؟ يتطلب فهم هذا الظاهرة الاطلاع على عدة عوامل، بما في ذلك الجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية، لنتمكن من استكشاف إمكانية حدوث العقم بعد الإنجاب الأول والسبل المتاحة للتعامل معه.

 

كثيرة هي تساؤلات الأزواج الذين سبق لهم الإنجاب ثم حدث العقم فجأة، رغم  عدم استعمال أية أدوية لمنع الحمل أو اضطراب أو انقطاع   الدورة الشهرية، أو حتى الانقطاع عن ممارسة العلاقة الجنسية. و غالبا ما تكون الأسباب التي أدت لعدم إمكانية الحصول على مولود ثان مرتبطة بفسيولوجية جسم المرأة و التي نذكر منها:

  • اضطرابات على مستوى الدورة الشهرية: و خاصة فيما يتعلق بالتبويض، فالمرأة عند حدوث ذلك غالبا ما يتبعها مرض تكيس المبايض، مما يسبب لها خلل في عملية الإباضة و تكمن خطورته في عرقلة وظائف المبايض، حيث يتوقف عمل بعض الهرمونات التي  تسمح  بحصول الحمل.
  • حدوث انسداد  في أنابيب قناتي فالوب: و هذه القنوات تعتبر ممر لنقل الهرمونات بين الرحم و المبيضين و التي يحدث إثرها التلقيح لبداية الحمل، و عند حدوث خلل على مستواها يضعف نشاطها، و تصبح غير قادرة على التحكم في القيام بدورها، فيسبب الالتهابات أو إفرازات مخاطية لعدوى على مستوى الأعضاء التناسلية عن طريق الاتصال الجنسي.
  • تلف في بطانة الرحم: و ذلك بسبب انقباضاته المتكررة التي تحدث نتيجة المرور بتجربة الإجهاض سابقا أو انخفاض في هرمون الأستروجين ، مما يجعلها  ضعيفة و غير متمكنة للمحافظة على البويضة الملقحة و تغذيتها بالشكل الذي يسمح لها للتطور، و بهذا ما يسبب توقف للحمل و فشل إمكانية تواصله.
  • التهابات يصاب بها الحوض نتيجة الأمراض المنقولة جنسيا: كمرض السيلان و الكلاميديا التي يصاب بها عنق الرحم خاصة الجزء الأدنى منه الذي ينشرح مباشرة على المهبل، مما يسهل على جميع أنواع البكتيريا التنقل مباشرة و التسبب في أضرار للرحم ،  عند حدوث مرض مرتبط بالرحم جنسيا.
  • المشاكل الصحية المرتبطة بمرض البروستات:  التي تكون عادة متصلة بالشعور الدائم  بالرغبة في التبول أو الإحساس بالحرقة على مستوى المهبل، و بما أنها تقع تحت المثانة و تمر خلالها عبر مجرى البول، فهي بذلك تعمل على توفير تخصيب للبويضة لكي تتمكن من التطور إلى حمل،  و لكن عند مرضها نتيجة الالتهابات يحدث انسداد و فشل في عملها، فتصبح غير قادرة على الإختصاب و بالتالي الإصابة بالعقم.

ما هي علامات العقم و فقدان إمكانية الإنجاب مرة ثانية؟

  • اكتساب الوزن الزائد: خاصة في بعض الأجزاء من الجسم كالخصر و القدمين و الذي نجده عند معظم النساء، حيث تحتوي هاتين المنطقتين على كمية معتبرة  من الدهون التي تؤثر بالسلب على عملية التبويض، من خلال تشكل غلاف من الدهون التي تغطي كامل البويضة مما يقلل من نشاطها اتجاه إمكانية التطور للإنجاب.
  • اضطرابات على مستوى الهرمونات: حيث نجد أن معظم النساء ينفردن  بطبيعة صوتهن التي تتغير نحو الخشونة في طريقة النطق،  بالإضافة لظهور بعض الشعر في مناطق خارجة عن ما تنمو فيه عادة، كالوجه و الذقن و يكون جد ظاهر و ذو لون داكن،  مما  ينبئ عن خلل لدى المرأة و زيادة نسبة فشلها في حصول الإنجاب.
  • زيادة إفرازات الحليب: و التي نجدها  لدى العديد من النساء اللواتي سبق لهن الإنجاب قبل حدوث العقم،  و في البداية تكون طبيعية و بكمية معتدلة و لكن معظمهن يكن لديهن بعدها انسيابية و عدم  توقف الحليب، و هذا ما يعرف بالقلاتوهويا،و هنا يجب القلق فهذا يعني أن هناك إمكانية الإصابة بالعقم و فقدان فرصة الحمل مرة أخرى.
  • النحافة الشديدة: التي غالبا ما تنسبها العديد من النساء للرشاقة و الجسم المتكامل، و هذا فعلا خطأ جسيم في حق  الإنجاب لدى المرأة،  فقد أثبتت عدة دراسات أن كمية الدهون التي لا يمكن أن تتجاوز تركيبة جسمها و لا تتعداها، تسمح بالتحكم في هرمون الليبتين المسؤول عن تنظيم عملية الأيض للحصول على إمكانية الحمل، كما أنه من الضروري لبلوغ الحمل الناجح و بنتيجة إيجابية يجب توفر مقدار 70 ألف سعرة حرارية على مستوى جسم المرأة،  و إذا لم تتوفر هذه الكمية فإن الدماغ سيقلل من إفراز الليبتين و يعطل القدرة على الإنجاب.