سارة.ح/ تُعتبر التربية الجنسية أساساً من أسس التربية السليمة، ولكن في مجتمعاتنا المحافظة تحتاج لشجاعة قوية من قِبَل الأولياء، خاصة التقليديين الذين يعتقدون أنها مرادفة لكلمة “عيب”. نتيجة لذلك، يكبر معظم الأطفال وهم يبحثون عن أجوبة لأسئلة داخلية، يثريها خيالهم القاصر، وتزداد حدتها كلما ارتبطت بتجارب وحوادث قاسية ومفاجئة تعرضوا لها.
قد يتبادر للكثير أن كلمة “جنس” هي كلمة إباحية ذات دلالة بذيئة، حتى أنه قد يتخيل شعور جنسي تغلب عليه اللذة والنشوة. ولكن في الحقيقة، الكلمة بريئة تقريباً من كل هذا اللبس، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يحتاجون لما يُعرف بالتربية الجنسية. تُعتبر هذه التربية من أهم أنماط التربية على الإطلاق، لأنها تساهم في إنشاء جيل سليم بعيد عن الانحراف والشذوذ، متشبع بثقافة جنسية سليمة.
الفهم الخاطئ للجنس الذي قد يُكوِّنه الطفل عشوائياً من خلال مشاهدة غير متوقعة لمشاهد عارية أو وضعيات جنسية، قد يجعله ينجذب للوضعية ويحاول تطبيقها في أقرب فرصة تتاح له، سواء خلال اللعب مع أقرانه أو حتى مع إخوته في البيت. الوعي الجنسي، أو الغريزة الجنسية التي تبدأ علمياً منذ الولادة وليس فقط بعد البلوغ، قد تستثار بشكل رهيب وعشوائي بفعل حدث ما، كلمس إيحائي من قبل شخص شاذّ، أو مشاهدة فيلم إباحي صدفة، أو حتى التواجد في أماكن عامة كالحدائق والشواطئ.
نصائح للآباء في التعامل مع أسئلة الأطفال حول الجنس
- عدم معاملة الطفل بخشونة وعنف عندما يلمس عضوه الذكري: في هذه المرحلة العمرية، يبدأ الطفل باكتشاف جسمه وأعضائه. يجب على الآباء أن لا يتعاملوا مع الأمر كأنه جريمة ويتركوا الطفل ليكتشف جسمه. إذا بالغ الطفل في لمس أعضائه، يمكن منعه بلطف وذكاء .
- مراقبة الأطفال بحذر وبطريقة سرية: إذا لاحظتم أنهم يريدون اكتشاف الفرق الجنسي بينهم، يمكنكم توبيخهم بلطف وإخبارهم أن لكل شخص عضواً جنسياً يخصه، ولا يحق لأحد رؤيته أو لمسه.
- عدم إيقاظ المشاعر الجنسية لدى الأطفال: بين سن 3 و6 سنوات، تتكون لدى الطفل بعض المشاعر الجنسية بشكل غريزي. إذا لم يتفطن الطفل للفرق بين الجنسين ولم يبادر بالأسئلة، فلا داعي لإخباره بشيء حتى يبادر هو.
- الاهتمام بهوايات الأطفال: من خلال تسجيلهم في نوادي الأطفال ودور الحضانة لتعلم بعض النشاطات كالرسم، والأشغال اليدوية، والغناء، والرقص. يساعد هذا في شغل الطفل جسدياً وفكرياً في نشاطات مفيدة، مما يمنعه من التفكير في الأمور الجنسية بشكل مفرط.
- الاستعانة بخبير نفسي: لأن توعية الأطفال تختلف من طفل لآخر حسب طبيعتهم النفسية وظروفهم الاجتماعية.
أمهات شاركن معنا قصصهم مع نفس الموقف
تشاركنا أم رتاج تجربتها مع طفلها الذي لاحظ الفرق بين الجنسين في سن مبكرة وطرح أسئلة جريئة بمرور الوقت، مما دفعها لتوضيح الأمور له تدريجياً.
أما أم وسيم، فقد استنجدت بخبير نفسي عندما طرح طفلها سؤالاً محرجاً بعد عملية ختانه. بتعاونها مع زوجها والخبير، تمكنت من تزويد طفلها بثقافة جنسية صحيحة، مفضلة أن يعرف الحقائق من والديه بدلاً من مصادر مغلوطة.
Leave a Reply