بين الحب والكراهية: التعامل مع الزوج الاتكالي

دزيريات/ الاتكالية هي سلوك بدأ بالظهور مؤخرا في الحياة  الاجتماعية،  فقد تغيرت الأدوار بين الزوجين و بدت واضحة الانعكاسات في أن تتولى المرأة  زمام الأمور داخل الأسرة ويتكل الزوج عليها في المنزل في القيام بشتى المسؤوليات الموجهة له.

ضعف شخصية الرجل وتراخيه أمام زوجته ورغبة الزوجة في تولي بعض الأمور المنزلية يعتبر من أقوى الأسباب في نشوء الاتكالية منذ بداية الحياة الزوجية .وهذا مايعبر عنه الزوج الاتكالي.إلى جانب سلبية هذا النوع من الأزواج وتعوده على ترك كل أمور المنزل لزوجته، و هذا  يرجع أساسا إلى نشأته المنزلية الأولى كالدلال واعتياده على أن كل ما يطلبه يجده أمامه دون عناء  وتعب منه، و بالتالي الذي يتكل على غيره في صغره يكبر ليكون عاجزا متهاونا في منزله.

الزوج الاتكالي تصنعه الزوجة بيديها

تساهل الزوجة مع الزوج وتعاطفها كذلك ينمي في نفسية الزوج ظاهرة الاعتماد عليها ليعتبر سببا كافيا لتماديه بلامبالاة وترك كافة المسؤوليات، فالاتكالية هي صفة مكتسبة والوسط الأسري هو من يكسبها للفرد.

ضعف الوازع الديني  سبب من أسباب سلبية الزوج

لدى الزوج سبب لاتغفره الزوجة، فعندما يتجاهل الرجل مفهوم الحقوق الشرعية، أي ماله وما عليه وضرورة الالتزام بالمسؤولية في منزله، فالزوج راع ومسؤول عن رعيته ولا يمكنه تجاهل واجباته تجاه بيته.

أشغال الزوج الكثيرة سبب لاعتماده على زوجته أم حجة للاستمرار في سلبيته 

حين نجد الكثير من الأزواج الاتكاليين من يبرر تصرفه هذا بكثرة أشغاله وأعماله تاركا وراءه أعباء البيت، فيرضخ الزوج خوفا من المشاكل والانفعال.

اضطرت ان تتحمل المسؤولية لوحدها

تشكو حنان (27)عام من زوجها، كونه يعتمد عليها في كل شيء في حياتهما الأسرية، ولا يتحمل أدنى مسؤولية، وتؤكد  أنها لم تعوده على هذا الوضع مع بدء حياتهما الزوجية،  و لكنها اضطرت لتتحمل مسؤولياته بعدما وجدته غير مبال بأمور الحياة،حتى في قضاء أمور أطفاله، مشيرة إلى أنها حاولت مرارا أن تشعره بضرورة أن يكون مسؤولا عن أسرته ويتحمل واجباتها في المنزل والمشاركة في كل تفاصيلها .

الأبناء هم الضحية

لم تنجح مريم 35 عاما في أن تجعل زوجها يشعر بالمسؤولية تجاه أسرته  بعد اتكال زوجها عليها الغير محدود وتعوده على تحمل مسؤوليات الحياة عن الزوج وجعلها تشعر بالقلق والحزن الكبير، فحاولت في إطار هذا إشعاره بالمسؤولية تجاه أبنائه في متابعتهم دراسيا،,إلاأن النتيجة كانت ضياع الأبناء في الامتحانات الشهرية تضيف “فكان لابد مني ان اخذ مهمة تدريس أبنائي خوفا مني على مستقبلهم الدراسي. 

 

ماهي الطريقة للتعامل مع الزوج الاتكالي؟

في البداية، يجب على الزوجين أن يغيرا من طريقتهما وأسلوبها في الحياة، فيفتحا صفحة جديدة بالاتفاق على واجبات وطلبات كل طرف وفق ما أمر به الشرع، وأفضل شيء هو الانسحاب التدريجي، ما يبرر في الوقت نفسه عن الحاجة للترويج وترك بعض المهام القابلة للتأجيل ليقوم بها بنفسه،  لذلك يجب على المرأة أن تطالب زوجها بالقيام بمسؤولياته المنزلية ويجب أن تكون واجباته متوازنة حيث تكون هناك مساواة  رمزية وكيفية،  بمعنى  أن قيامه بأبسط الأمور المنزلية يعزز إحساس الزوجة الايجابي  تجاهه وحتى تتوطد العلاقة بين الأب والأولاد، يجب تقاسم المسؤوليات، أي الاهتمام بدروسهم وإخراجهم معه لتحدث القرابة  بينهم وهذا بفضل العاطفة،  وطبعا دون أن تغفل الزوجة عن مدى تأثير الكلمة الطيبة في نفسية الزوج، كسماعه لكلمات الثناء والشكر والمدح

الشكر الخاص: 

 للأخصائية النفسانية 

سليمة بلبراوات

 الهاتف 0550.58.48.88