حوار: لويزة سلطاني (جانفي 2019)
بفضل جهودها الدؤوبة ونضالها اللافت في مجتمع يهيمن عليه صمت المرأة، أصبحت سميرة بزاوية مثالاً بارزاً للقوة والعزيمة. بفضل إصرارها الجبار على التفوق وإتقانها المهارات، تألقت وبرزت في سماء المجد، حيث أصبحت رمزاً للتميز والنجاح. اليوم، سميرة بزاوية، صاحبة أول قناة طبخ في الجزائر، تشارك تجربتها ورحلتها الشخصية في حوار حصري مع دزيريات
أبدعت في مجالات فنية متعددة، بما في ذلك الطبخ، الرسم، والخياطة. هل كان هذا هو الدافع الرئيسي وراء قرارك بإنشاء قناة تجمع بين هذه المجالات؟
بالطبع، قبل أن أقرر فتح قناتي الخاصة، كنت قد اتقنت العديد من الفنون، حيث برزت وأصبحت معروفة بإعطاء لمسة جديدة للتقاليد، سواء في مجال الأزياء أو حتى في الحلويات. وهذا الأمر دفعني لتطوير فكرة إنشاء قناة تجمع بين الشغف والإبداع، بالإضافة إلى رغبتي في منح النساء فرصة لعرض مواهبهن على قناة سميرة.
كونكِ أول امرأة تتحدى المستحيل وتنشئ قناة تلفزيونية باسمك، هل واجهتِ صعوبات وعقبات بسبب جنسك؟
بكل صراحة، لم أواجه صعوبات بسبب جنسي. بالعكس، كوني امرأة فتحت لي العديد من الأبواب، حيث أن محيط العمل يحترمني كثيرًا وتلقيت تهاني عديدة من مؤسسات الدولة على الجهود الكبيرة التي بذلتها قناتي. لذا، أعتقد أني استفدت من كل تسهيلات العمل كامرأة، وكذلك كون قناة سميرة تعتبر مدرسة مجانية للنساء لتعلم جميع المهارات التي تهمهن من الطبخ إلى الخياطة والديكور وغيرها.
قناة سميرة تحتل مرتبة متقدمة بين القنوات الأكثر مشاهدة سنة بعد سنة، كيف تمكنتِ من البقاء في القمة وسط المنافسة والتقليد؟
البقاء في القمة يعتمد على الإبداع والتجديد، وهما سمات بارزة في قناتنا. نبحث دائمًا عن أفكار جديدة ووجوه جديدة ووصفات جديدة، وهذا ما يجعلنا نحافظ على الحيوية والتجدد. لذا، لا يوجد مكان للركود في قناتنا، وهذا ما يدفعني إلى إجراء تغييرات في الطاقم بشكل منتظم. بالحديث عن المنافسة، في الجزائر لا يوجد منافسون حقيقيون لقناة سميرة، فهناك تقليد ولكن ليس منافسة. وإذا كانت هناك قنوات ترغب في المنافسة، فأنا مستعدة لذلك؛ لأنه كما يقال في الاقتصاد، فالمنافسة تعزز الجودة. على المستوى الدولي، فإن قناتنا تحتل المرتبة الأولى من حيث الجودة والإبداع، وبالتالي تعتبر سفيرة للجزائر في الخارج.
إدارة قناة قوية وتحمل مسؤولية الأسرة في المقابل ليست مهمة سهلة على أي امرأة. كيف توفقت بين الاثنين؟
التوازن بين العمل والأسرة صعب حقًا، خصوصًا كأم لأربعة أطفال. خلال السنوات الثلاث الأولى، كانت الأمور أصعب، حيث كنت مضطرة للعمل بدوام كامل بسبب نقص الخبرة في مجال الإعلام التلفزيوني. ولكن اليوم، بفضل الفريق المحترف الذي لدينا والتجهيزات الحديثة في الاستديو، يمكنني أداء دوري كاملًا بكفاءة وتولي مسؤولياتي بجدارة.
Leave a Reply