« السعداء » هو أول فيلم طويل للمخرجة الجزائرية صوفيا جاما صدر في 2017، الذي يقدم نظرة جديدة على الجزائر بعد العشرية السوداء، بعيدًا عن الخطابات الأيديولوجية المعتادة. بدلاً من التركيز على الإرهاب فقط، يعرض الفيلم الصراع بين جيلين؛ جيل الكبار الذين عاشوا في خضم الإرهاب، وجيل الشباب الذين يبحثون عن هويتهم وحريتهم في مجتمع يزداد انغلاقًا. من خلال هذه المقاربة، يطرح الفيلم سؤالًا ملحًا حول مستقبل الجزائريين: هل يجب البقاء في الجزائر أم الرحيل؟
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم في الجزائر، سنوات بعد الحرب الأهلية، حيث يقرر الزوجان أمال وسمير الاحتفال بعيد زواجهما العشرين في أحد المطاعم. خلال الطريق، يستعيدان ذكرياتهما حول الجزائر؛ أمال تعيش حالة من ضياع الأوهام، بينما سمير يؤمن بضرورة التأقلم مع الواقع. في المقابل، ابنهما فهيم وأصدقاؤه فريال ورضا يعانون من ضياع الهوية في جزائر تتجه نحو الانغلاق شيئًا فشيئًا.
الصوت الجماعي في “السعداء”
يتميز فيلم “السعداء” بغياب الشخصية الرئيسية، حيث تعتبر كل شخصية محورية في السرد. يجسد الفيلم التحديات التي يواجهها جيلان مختلفان في الجزائر، جيل الكبار وجيل الشباب، فيما يشبه حوارًا بين الماضي والحاضر.
– أمال وسمير: أمال (نادية قاسي) أستاذة جامعية تعيش أزمة وجودية وزوجية، في حين أن سمير (سامي بوعجيلة) طبيب نساء يقوم سرا بإجراء عمليات لفتيات حوامل.
– فهيم، فريال ورضا: فهيم، ابن أمال وسمير، شاب ثائر لديه حساسية مفرطة تجاه الدين ويعارض كل شيء، بينما رضا يعتزم وشم صورة قرآنية على صدره. أما فريال (لينا خودري)، الناجية من العشرية السوداء، تحمل في عنقها علامة تدل على محاولة ذبحها خلال تلك الفترة.
جوائز وتكريمات
حصل فيلم “السعداء” على عدة جوائز هامة، حيث شارك في مهرجان البندقية السينمائي في دورته الرابعة والسبعين، وفازت الممثلة لينا خودري بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في شخصية “فريال”. كما حصل الفيلم على جائزة لجنة تحكيم الطالب لأول عمل وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان مونبولييه الفرنسي في دورته التاسعة والثلاثين.
Leave a Reply