حفيظة عايلي/ العديد من الرجال في المجتمعات العربية، بما في ذلك الجزائر، يفضلون أن تبتعد زوجاتهم عن بعض المهن التي يرونها غير مناسبة للنساء. بينما تحقق المرأة إنجازات كبيرة في مختلف المجالات، لا يزال هناك تحفّظ من بعض الرجال تجاه مهن معينة. هذه المهن تتضمن.
يبقى الرجل العربي يضع لائحة المهن المسموحة و المرفوضة منها لشريكة حياته وأحياناً يتم الرفض دون نقاش، فهناك مهن اقتحمتها المرأة بكل جدارة و صنعت لنفسها اسماً بين الكثير من الرجال في ميادين عدة، غير أن الرجل ما زال يرفضها ويضعها في القائمة السوداء المحظورة، و وظائف أخرى يتقبلها وحتى بعض الرجال يفضلون الزواج من سيدات يعملن بتخصصات معينة. تتعدد المبررات و الحجج بشأن المهن التي يرفض الرجل أن تمارسها زوجاتهم،
فما هي المهن التي يتحفظ عليها الرجل العربي عامة و الجزائري خاصة؟
قد تغيب المرأة عن البيت لفترات طويلة، وهذا قد لا يتماشى مع دورها كزوجة وأم.
الطب: يرون الكثير أن مهنة الطب تتطلب ساعات عمل طويلة وقد تتطلب من المرأة البقاء في المستشفى لفترات تمتد إلى الليل. كما يعتقد البعض أن المرأة، بحكم حساسيتها وعاطفتها، قد لا تكون مؤهلة بما يكفي للتعامل مع تحديات هذه المهنة.
- وجهة نظر أدم: « عبد المالك 36 سنة” “لست ضد عمل المرأة، ولكن مهنة الطب لا أعتبرها مهنة يمكن للمرأة أن تبدع فيها من ناحية، و لا أشك أنها مهنة يمكن أن يقبلها أي رجل متزوج، كونها تسمح لها بالغياب عن البيت لساعات طويلة و هي في المستشفى من ناحية أخرى. »
“أرفض الأيادي الخشنة” لأن هذه المهنة لا تناسب طبيعة المرأة ولا تليق بها.
البناء والتشييد: هذه المهنة تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا ويعتبرها الكثيرون مهنة “رجالية بحتة”. كما أن العمل في مواقع البناء قد يعرض المرأة لمواقف غير مريحة.
- وجهة نظر آدم: حسان 45 سنة” أرفض الأيادي الخشنة” أعارض و بشدة خروج المرأة من البيت و العمل في مجال البناء و التشييد، كمهندسة مدنية تعمل في موقع قد يعرضها لمواقف حرجة هي في غنى عنها، حتى المرأة نفسها تدرك جيداً أنها لا تناسبها، حيث أرى أن هذه المهنة رجالية بحتة. المرأة تكون في مؤسسات الدولة و الوزارات و الجهات التربوية و غيرها، و الواقع يشهد على نجاحها هي هذه المجالات.”
“قطاع الأمن لا يتوافق مع الجنس اللطيف”
الأمن والشرطة: قطاع الأمن يعتبر من المهن التي تحتاج إلى صرامة وانضباط قد لا تتماشى مع الطبيعة اللطيفة للمرأة في نظر البعض.
- وجهة نظر آدم: يرى البعض أن هذه المهنة تتعارض مع التقاليد والعادات. ياسين 45 سنة” لست ضد عمل المرأة لكن قطاع الأمن لا يتوافق مع الجنس اللطيف” “رغم تسجيل المرأة لنجاحات متتالية في جميع المجالات، إلا أنه تبقى بعض الوظائف التي تعارض عاداتنا و تقاليدنا الجزائرية إلى حد بعيد، خاصة قطاع الأمن، فأنا لا أرحب بهذه المهنة لا لزوجتي ولا لأختي، خاصة أن هناك الكثير من المهن الأخرى التي تناسب المرأة، و أؤكد أنني لست ضد عمل المرأة، إنما أحب أن تشتغل المرأة في وظائف تليق بها و تمنحها القدرة على التوفيق بينها و بين بيتها.”
“أخاف أن تتعرض زوجتي لمواقف محرجة”
قيادة الحافلات والسيارات الأجرة: هذه المهنة تتطلب الاحتكاك المستمر بالناس من مختلف الفئات، وقد يعرض المرأة لمواقف محرجة وغير لائقة.
- وجهة نظر آدم: يمكن للمرأة التعرض لمواقف جد محرجة بسبب احتمالات تعرضها لمضايقات أو مواقف غير محترمة خلال ممارسة هذه المهنة. سامي 44 سنة: “أخاف أن تتعرض زوجتي لمواقف محرجة من مهن مماثلة” “لا يمكنني تخيل زوجتي طوال اليوم تجوب الشوارع بسيارة الأجرة، و تقل الناس من مختلف الأصناف، و تتحمل ثقل دم بعضهم و معاكساتهم المريضة، هذه المهنة متعبة للمرأة و مخالفة لعاداتنا، كما أنها تعرض المرأة لمواقف محرجة غير متوقعة، و أنا أخاف أن تتعرض زوجتي أو ابنتي لمثل هذه المواقف، لأن أشخاصا كثيرون مستعدون لتجاوز حدود اللياقة و الأدب.”
بينما تمكنت النساء من دخول العديد من المهن بنجاح وإثبات كفاءتهن، لا يزال هناك تحفظات من بعض الرجال حول قدرة المرأة على التوفيق بين بعض المهن وأدوارها التقليدية في الأسرة. هذه المواقف غالبًا ما تكون مرتبطة بالعادات والتقاليد المجتمعية، وقد تختلف من رجل لآخر ومن مجتمع لآخر.
Leave a Reply