احذري هوس تخزين الأشياء القديمة

تناني فاطمة الزهراء/ هوس التخزين أو الاكتناز القهري، كلها أسماء تشير إلى حب تجميع الأشياء القديمة  بدل التخلص منها، مهما كانت مدة قدمها، نوعها، و هذا بسبب الشعور بالحاجة لاستعمالها لاحقا، حتى لو كانت تالفة، وهذا المرض يصنف كفرع من فروع الوسواس القهري، لاعتباره فعل قهري لا يمكن التحكم به.

5أعراض تدل على أنك مصابة بهوس التخزين:

عادة ما تظهر أعراض هذا المرض في سن مبكرة تبدأ من المراهقة أو حتى المراهقة المبكرة (من 12 أو 13سنة)، لكنها لا تكون بارزة جدا و من أهم هذه الأعراض:

  • الارتباط العاطفي الشديد بالأشياء التي لا قيمة لها: حيث يميلون المصابين بهذا المرض النفسي لتخزين أي شيء بحجة حاجتهم إليه مهما كان نوعه، كورق الجرائد، الملابس القديمة، الأثاث و الأجهزة القديمة وغيرها من الأشياء، وعدم تقبل فكرة الاستغناء عن هذه الأشياء ومغادرتها المنزل.
  • صعوبة اتخاذ القرار: التردد والمماطلة في رمي الاشياء القديمة، ينتج عنه صعوبة في تسيير المهام اليومية وتنظيمها.
  • صعوبة  إنجاز المهام اليومية: كالطبخ والجلوس على الأريكة لأخذ قسط من الراحة، او حتى استعمال الحمام، بسبب الفوضى العارمة التي تعم المنزل بسبب تراكم الأشياء القديمة .
  • جمع الأشياء عديمة الفائدة: التي لا تخطر ببال أحد، كالشعر المتساقط، وحتى الاحتفاظ أيضا بالحيوانات الأليفة رغم عدم القدرة على الاعتناء بها بالشكل السليم.
  • العزلة الاجتماعية: خوفا من حكم أفراد المجتمع على المصابين بالوسواس وشعورهم بالإحراج أمامهم.

أسباب هوس الاحتفاظ بالأشياء القديمة

عادة ما يتحجج المصابين باضطراب الاكتناز القهري بأسباب تجعلهم يحتفظو بالأشياء القديمة والبالية، لكن هذه الحجج مجرد ذرائع تبنى في مخيلتهم، ليخلقوا لنفسهم أعذارا، تمكنهم من تكديس المزيد من الأشياء، وهذا راجع غالبا إلى:

  •  الاضطرابات النفسية كالقلق و الاكتئاب أو حتى الإدمان.
  • الثقة و الإيمان بأنها ستحتاج لهذه الأشياء يوما ما.
  • النقص والحرمان العاطفي الذي يدفعها إلى التعويض بهذا التخزين.
  • التحجج بحمولة هذه الأشياء لذكريات معينة، خاصة تلك المرتبطة بالطفولة، و عادة يتعلق الأمر بأشيائهم التي تركوها، إذا حدث و أن فقدت أحدهم.  
  • الشعور بالأمان، فكلما كدست هذه الأمور في البيت و أحيطو بالاشياء القديمة شعرو بالأمان والراحة.
  • السبب وراثي: قد يرجع سبب هذا الهوس إلى العامل الوراثي بنسبة 80%، فعادة ما يجد الأطباء النفسانيون فردا من العائلة مصابا بهذا الوسواس.

علاج الاضطراب بهوس التخزين :

يشكل العلاج التحدي الأصعب لمريض هوس التخزين، كونه  ينكر إنكارا تاما بأنه مرض نفسي، لهذا لا تعتقد أصلا بأنها بحاجة للعلاج الذي يكون على مستويين: “العلاج النفسي، والعلاج بالأدوية”.

و تكون البداية مع العلاج النفسي المعتمد في مثل هذه الحالات وهو “العلاج السلوكي المعرفي”  ويكون على شكل مراحل، و ذلك بإجراء جلسات علاجية نفسية مع المصاب بالوسواس القهري لمعرفة الأسباب التي تدفعه للاحتفاظ بتلك الأشياء القديمة وتخزينها ورفض مفارقتها.