“Blacklist” أقوى السلاسل البوليسية في تاريخ التلفزيون

لويزة سلطاني/ تُعَد سلسلة “Blacklist” واحدة من أقوى وأشهر السلاسل البوليسية في تاريخ التلفزيون، بفضل عناصرها المميزة التي جعلتها تبرز بين غيرها من الأعمال. يتميز “Blacklist” بتعقيد درامي يتجاوز بكثير ما هو معتاد في المسلسلات البوليسية. الشخصيات ليست مجرد محققين وجناة، بل لها خلفيات وتطورات عاطفية ونفسية عميقة. الشخصية الرئيسية، رايموند ريدينجتون، تجسد حالة معقدة تجمع بين القوة والغموض، مما يضيف بُعدًا دراميًا مميزًا.

كل حلقة من المسلسل تحمل لغزًا جديدًا يتعين حله، مما يبقي المشاهدين على أطراف مقاعدهم. الألغاز لا تقتصر على الجرائم فحسب، بل تشمل أيضًا خيوطًا درامية معقدة تتشابك مع قصة المسلسل الرئيسية.

بالرغم من أن المسلسل يُعَدّ من الأطول، إلا أنه حافل بالكثير من الدروس. لكن، ما يمكن استخلاصه من هذه الرحلة الغنية بالأماكن والأدب، والاكتشافات، والتجسس، والمؤامرات، والطعام والنكهات، والشغف بالفن بجميع جوانبه، وتجوال الإنسان حول العالم بكل عيوبه، هو التصريحات التي أدلى بها دمبي زوما، اليد اليمنى لرايموند ريدينجتون وعميل الـ FBI إلى هارولد كوبر، نائب مدير الـ FBI:

“كان هناك الكثير من الأفكار تتزاحم في رأسي. فكرت من بين أمور أخرى في رايموند. أكثر من أي شخص آخر من حولي، كان دائمًا يقبل فكرة الموت بشكل كامل. يقول إنه بحكم التعريف، سيأتي الموت ليبحث عن جميعنا يومًا ما. وأن هذه الحتمية تحرمه في النهاية من أي معنى. ما هو مهم هو ما لم يُكتب أو يُخطط له مسبقًا. الأشياء التي نخلقها، والأشياء التي نكتشفها، والخطوات الجانبية التي نقرر اتخاذها بينما يبدو مصيرنا محددًا سلفًا. ما نفعله بحياتنا…

رايموند، ذلك الرجل الذي دارت حوله الموت بطرق عديدة، لم يتوقف أبدًا عن احتضان الحياة بشغف. كان بإمكانه أن يستسلم عشرات المرات، لكنه اختار جسد الغضب.

قد تجدون الأمر مجنونًا أن ينتهي هكذا، لكن لا شيء مما شاركناه، ولا أي من اللحظات التي عشناها معه، كان موجهًا نحو النهاية. ما كان مهمًا هو المغامرة، والحياة، والحيوية التي كانت تدفعنا، وتحثنا، وحتى تتوسل لنا أن نتمتع بالغضب… غضب الحياة!”

هذا يلخص بشكل جيد كل تعقيدات الشخصية في قلب هذا المسلسل المثير.