العنف ضد الأطفال ظاهرة تتفاقم في صمت على ماذا ينص القانون الجزائري؟

دزيريات/ يعتبر العنف ضد الأطفال في الأسرة نفسها ظاهرة اجتماعية  تتفاقم من يوم لأخر بشكل رهيب،  فالطفل من المفروض يترعرع في كنف عائلة توفر له كل شروط الحياة ليحظى بالعاطفة الاستقرار و الأمان، لكن في أيامنا هذه  الملايين من الأطفال يتعرضون للعنف و يعانون في صمت ، فالى متى؟  و ما رأي القانون اتجاه هذه الظاهرة ؟ 

كيف يثبت الطفل أنه تعرض للعنف ؟

يجب على من يرعى الطفل أو أحد أقاربه الإبلاغ، فإذا كان الأب هو من قام بإيذائه من خلال التعنيف المباشر، تأخذ الأم بزمام الأمور و تبلغ على العنف الذي تعرض له ابنها أو ابنتها و العكس صحيح، و ذلك من خلال اللجوء  لمصالح الشرطة و إيداع شكوى تسجل وترفع لدى القضاء، كما تسمح الرسالة  بتوجيه الطفل لطبيب مختص يجري له الفحص اللازم لإثبات تعرضه  الفعلي للعنف الجسدي، و إذا تم إثبات ذلك تمنح له شهادة طبية  كبيان يثبت أنه معنف جسديا و ستسمح له بتسريع قضيته و الحصول على جميع حقوقه.

ما هي العقوبة التي تترتب على مرتكب العنف ضد الطفل؟

يعتمد القانون في البداية على تحديد نسبة الضرر الذي تعرض له الطفل من خلال العنف الذي طبق عليه و من خلال ذلك تحدد مدة العقوبة، فحسب المادة 263 من قانون العقوبات أنه إذا تبين أن العنف الذي تعرض له الطفل قد تسبب له في خدوش سطحية و كدمات على مستوى الجسم، تكون مدة العقوبة من سنة إلى 5 سنوات سجن، و لكن إذا تسبب العنف في بتر أحد أعضاء جسم الطفل و تسبب بعاهة مستدامة هنا يختلف الوضع،  فحسب المادة 264 من قانون العقوبات يعاقب الجاني بالسجن لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 10 سنوات نافذة مع الأعمال الشاقة،  و إذا تسبب العنف المطبق على الطفل في الوفاة، فهنا يختلف الحكم تماما، فحسب المادة 264 من قانون العقوبات في الفقرة الأخيرة فالجاني يسجن مدة تتراوح من 10 إلى 20 سنة مؤقتة أي يمكن أن تتعرض للإعدام .

هل هناك جمعيات تحمي الطفل المعنف؟

مما لاشك فيه أن كل طفل له الحق في الحياة و الحق في  الحماية من طرف القانون والبلد الذي يقطن فيه،  لذا تسعى الدولة الجزائرية  لتوفير جمعيات تحمي كل الأطفال من عنف أسرهم و الحد من أشكاله الممارسة عليهم، من خلال جمعية ”حقوق الطفل و المرأة الجزائرية” و ذلك بعد  حصولهم على الموافقة من طرف أحد أقارب الطفل المعنف، و انطلاقا من ذلك فهي تسعى جاهدة لإعادة إدماج هؤلاء الأطفال المعنفين داخل المجتمع و تهيئتهم من خلال توفير برامج للحد من الانتهاكات التي يتعرضون لها  و نشر الوعي لديهم و حصولهم على بيئة كريمة  تصون لهم استقرارهم و نموهم العقلي و الأخلاقي و الصحي.

هل هناك قانون جزائري يحمي الطفل المعنف ؟

إن المشرع الجزائري يحمي الطفل الذي لم يبلغ السن القانوني الذي يخوله المطالبة بحقوقه  فهو يمنح كل الحق للطفل الذي تعرض للعنف من طرف عائلته، و ذلك حسب المادة 330 من قانون العقوبات التي تلزم أي شخص سواء كان من عائلة الطفل أو أحد أقاربه الذي أقدم على التسبب في أذى الطفل سواء كان عن طريق سوء المعاملة أو إهمال الرعاية و التي تتضمن الضرب المبرح للأطفال و تعذيبهم بشتى الطرق أو القيام بأي فعل منافي  للأخلاق على مرأى الطفل و هذا ما يلحق الضرر بالطفل ويشعر أنه معنف مما يجبر المتسبب له بالضرر بالسجن من شهرين إلى سنة و بغرامة مالية مقدرة من 25000 إلى 100000 دج.